”الكلمة“ بقلم عادل سلامة

الكلمة عقد بدون أوراق، وقد عُرف عن العرب أنهم كانوا متمسكين بكلمتهم، وأن الرجل العربي يضحي بحياته من أجل ميثاق كلمة خرجت من فمه، ولا يبالى بما سيحدث فى سبيل تحقيق عهده.
ومن جهة أخرى، فإن الرجل العربي شديد الحساسية للكلمة، لذلك قال أهل البلاغة قديما: ”لكل مقام مقال“،
بالاضافة الى ذلك، فهي بند في التواصل بين الناس، لأن لكلاً منا مقامه، وقد يؤدي مخالفتها إلى عواقب غير مرغوبة.
كما تذكر المصادر الأدبية العديد من المواقف الكثيرة التي حدثت بين بعض شعراء العصر الأموي وخلفائه، لم يراع فيها الشاعر مقام الخليفة فلاقى ما لم يرضه من ردود فعل لم يتوقعها.
وكم من كلمة أعلت شأن شخصاً، أو خفضت من قيمة آخر، وإذا كان الإنسان يفنى فإن الكلمة لا تفنى ولا تموت، كما أن أثرها باقى بين الناس،
وأحب أن اؤكد على تأثير الكلمة فى نفس الإنسان، فالكلمة الطيبة صدقة و الكلمة الخبيثة يحاسب عليها الإنسان، ودخول الجنة بكلمة و الخروج منها بكلمة، كما جاء في الحديث الصحيح،
عن أبى هريرة رضى الله عنه، انه سمع رسول الله يقول: ”إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّم“ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.