كيف إنهار بنك ”سيليكون فالي SVB“ الأمريكي
تصدر بنك ”سيليكون فالي SVB“، عناوين الأخبار وذلك بعد إنهياره، تاركاً عملاءه ومستثمريه في وضع صعب
كيف إنهار بنك ”سيليكون فالي SVB“ الأمريكي

تصدر بنك ”سيليكون فالي SVB“، الذي يعد الوجهة المفضلة للشركات الأمريكية الناشئة في مجال التقنية، عناوين الأخبار وذلك بعد إنهياره، تاركاً عملاءه ومستثمريه في وضع صعب.
وكانت السلطات الأميركية قد اتخذت قراراً الجمعة الماضية، بإغلاق مصرف ”سيليكون فالي“ وفرضت عليه رقابتها حتى إعادة فتحه الإثنين باسم جديد، إثر عجزه عن أداء حقوق عملائه، مما أحدث حالة شديدة من القلق والذعر في الأسواق العالمية.
في الوقت نفسه، تزايد القلق لدى المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين بالقطاع المالي من أن يكون لإنهيار البنك تأثير الدومينو على البنوك الأخرى في الولايات المتحدة ما لم تجد الجهات التنظيمية مشترياً مطلع هذا الأسبوع لحماية الودائع غير المؤمنة.
أكبر فشل لبنك أمريكي
انهار بنك وادي السيليكون، الذي يواجه سحبًا غير اعتيادي للودائع وأزمة في رأس المال، صباح الجمعة الماضية وسيطر عليه المنظمون الفيدراليون.
ووُصف انهيار البنك بأنه أكبر فشل لبنك أمريكي منذ انهيار مؤسسة (واشنطن ميوتشوال) Washington Mutual، التي كانت تعد كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مجال الادخار والإقراض، في شهر سبتمبر 2008، بحسب البوابة العربية للأخبار التقنية.
قصة الإنهيار السريع
شهد البنك تضخماً في حجم الودائع في عام 2021، حيث بلغت قيمتها 189 مليار دولار، فاستثمر بكثافة في سندات الخزينة التي كان مردودها منخفضاً للغاية بسبب تدني سعر فائدة الأساس قبل عامين.
وفي نهاية العام 2022 بلغت قيمة سندات إستثماراته 91.3 مليار دولار، أما مجموع أصوله فوصلت إلى 209 مليار، وقيمة الودائع كانت في حدود 175.4 مليار دولار.
أعقب ذلك بدء الإحتياطي الفيدرالي ”المركزي الأميركي“ رفع الفائدة، الأمر الذي جعل المودعين يرغمون على سحب قسم من ودائعهم لتغطية النفقات المترتبة على خدمة ديونهم وسط قلق من ركود اقتصادي يلوح في الأفق.
واضطر المصرف إلى تسييل قسم من استثماراته، ليعلن الأربعاء الماضي عن خسارة ضريبية بقيمة 1.8 مليار دولار.
وفي اليوم ذاته أعلنت مجموعة ”سيليكون فالي بنك المالية“ أنها بصدد جمع 2.25 مليار دولار من خلال بيع أسهم، فضلاً عن بيع سندات من محفظتها الاستثمارية بقيمة 21 مليار دولار.
وبلغ العائد الاستثماري في محفظة المجموعة نسبة 1.79% وهو أقل من العائد على سندات الخزينة الأميركية لعشر سنوات البالغ 3.9% ما أدى إلى تكبد خسارة الـ1.8 مليار دولار، فاضطرت المجموعة إلى التوجه إلى السوق لجمع استثمارات جديدة ببيع أسهم.
فقدان الثقة من المستثمرين
ولم تجرى الأمور كما توقع المدير التنفيذي للمصرف، حيث أن المستثمرون فقدوا الثقة، واشتموا رائحة الإفلاس، وسارعوا بتوصية من شركات استثمارية أبرزها “فاوندرز فندز” لسحب أموالهم،
وسارع المستثمرون إلى بيع الأسهم التي هوت قيمتها 60% أولا ثم 20% بعد إقفال البورصة يوم الخميس، أو بسحب الودائع، أو نقلها إلى مصارف أخرى مثل ”بريكس” أو”فيرست ريبابليك”.
وبذلك إنهار البنك تحت وطأة طلبات السحب الكثيفة، ووضع تحت الحراسة القضائية بعد أقل من 48 ساعة من بدء أزمته.
بنك ”سيغنيتشير“ يفلس أيضاً
في الوقت ذاته أقفل مصرف ”سيغنيتشير“ وهو أحد مصرفين أميركيين تتعامل معهم شركات العملات المشفّرة كنتيجة لإفلاس بنك ”سيليكون فالي“ وفقدان الثقة بقطاع التكنولوجيا وبسلامة أوضاع المصارف المتعاملة مع الإستثمارات غير المحسوسة.
وبذلك يكون ثاني مصرف أميركي يفلس في غضون بضعة أيام، وهو الثالث منذ إفلاس بنك ”واشنطن ميوتشوال“ الأميركي في 2008، وبلغت قيمة الودائع في ”سيغنيتشر“ في نهاية العام الماضي نحو 89 مليار دولار.
وتدخلت الإدارة الأميركية، أمس الأحد، بسلسلة من تدابير الطوارئ لتعزيز الثقة في القطاع المصرفي بعدما أنذر إفلاس ”سيليكون فالي” بإثارة أزمة ممنهجة على نطاق أوسع.
وبعد مطلع أسبوع حافل بالأحداث، قالت الجهات التنظيمية الأميركية إنّ عملاء البنك المفلس سيتمكنون من الوصول إلى ودائعهم بدءاً من اليوم الاثنين، كما أنشأت الجهات التنظيمية منشأة جديدة حتى يمكن للمصارف الحصول على تمويلات الطوارئ.
واتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي ”البنك المركزي الأميركي“ قراراً للتيسير على البنوك والإقتراض منها في حالات الطوارئ.
بايدن يتوعد بمحاسبة المسؤولين
في السياق ذاته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان عاجل أمس الأحد، إنه ملتزم بمحاسبة المسؤولين عن فشل مصرفي ”سيليكون فالي“ و”سيغنتشر“ للمساءلة.
وأكد بايدن في بيان: ”أنا ملتزم بشدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى، ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى“.
وأضاف بايدن، أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وكبير مستشاريه الاقتصاديين لايل برينارد، يعملان بتوجيه منه مع المنظمين الماليين لضمان وصول الأسر والشركات المتضررة من فشل المصرفين إلى ودائعهم، ووعد بخضوع المسؤولين في المصرفين للمساءلة.